من الشباب اليوم: أحبك نعم.. أتزوجك لا..
تعجبه فيلاحقها.. ثم يطلب ان يهاتفها.. فتوافق ربما على استحياء.. بعد ان طاردها حتى أحبته وأحبها وعندما تطلب منه ان يتزوجها.. يخبرها بأنه صريح ولن يخدعها وانه لا ينوي الارتباط ولا يفكر في الزواج.. وحتى لا ينقطع حبل الوئام بينهما يخبرها بأنه عندما يفكر في الزواج لن يتوانى في اختيارها، لأن ظروفه الحالية تجعله يحمل شعار 'نعم للحب ولا للزواج'.
هذا شعار كثير من الشباب اليوم.. فالحب شيء.. والزواج شيء آخر، فالحب مسموح لكن الزواج محظور.
والبعض منهم عندما تواجهه بذلك السؤال الذي يكره سماعه: لماذا تخدع بنات الناس اذن مادمت لا تنوي الزواج؟
يقول ببساطة: كنت صريحا منذ البداية وأخبرتها بأنني 'مو مال زواج'. هكذا ببساطة يبرر بعض الشباب علاقاتهم، حتى ان سمت المشاعر النبيلة على تلك العلاقة، ملقين باللوم كله على تلك الفتاة التي رافقته منذ البداية على تلك الحكاية لأنها اعتقدت انها ستفوقه ذكاء وستجعله يحبها حبا يؤدي به الى الزواج بها.
حول تلك الفئة من الشباب الذين يحملون شعار 'نعم للحب لا للزواج' أو بالكويتي 'أنا مو مال زواج' كان تحقيقنا لنرصد ونستقصي ونعرف لماذا يرفض كثير من الشباب ان يتزوج بمن يحب؟ ولماذا يخلق الأعذار المسبقة التي يبررها بحجة الخلاص من ذلك الزواج؟
أحمد العلي رأى ان السبب الأول في عزوف الشباب اليوم عن الزواج بمن يحب هو ان هذا الجيل غير مسؤول 'وغير جدي'، حيث تخلى عن كثير من القيم والأخلاقيات القديمة لأنه ابن الفضائيات والانترنت التي تبيح كثيرا من المحرمات في مجتمعنا، خصوصا ان الحرام أسهل من الحلال فيعزفون عن تتويج حبهم بالزواج.
فهذه الفضائيات تغرس في شبابنا كثيرا من الافكار والعادات الدخيلة على مجتمعنا حتى اصبحت الفتاة بالنسبة اليهم مجرد وسيلة للهو واللعب، وبات الحب الحقيقي مطويا في صفحات القصص والأفلام العربية القديمة.
بينما رأى عامر الموسوي ان الحب الحقيقي اليوم غير موجود، وان ما يحدث ما هو الا هراء وان الشاب يدخل في علاقات حب ليفاخر اقرانه من الشباب بأنه يتميز عنهم بمحبة الفتيات له وهذا ما يجعله يرضي غروره.
لكن نسر اليعقوب رأى ان الرجل أو الشاب اليوم تلقى فيروس العدوى من المرأة في حبه بالاحساس بأنه مطلوب ومحبوب، وان مجرد سماعه من أي فتاة لكلمة 'أحبك' يثلج صدره. وعندما ينتهي بريقها من عينيه يبحث عن أخرى تسمعه تلك الكلمة.
وهو في حقيقة الأمر مريض نفسيا لا يشعر بتوازن ولا يعرف الحب، لأنه بمجرد سماع كلمة 'أحبك' من أي فتاة يعتقد انه احبها، يتركها على الفور ويبحث عن غيرها.
ليس حبا بل تعارف
أحمد عبدالله أكد ان الشاب اليوم لا يفكر بالزواج وان محبته للفتيات ما هي الا للعب واللهو والتسلية، حاله حال أمثاله من الشباب. وهو عندما يقرر الزواج لن يرتبط بواحدة كان يعرفها لأن الشك فيها وفي أخلاقها قد يتغلب على رغبته في الارتباط.
كذلك اعتبر راشد حماد ان كثيرا من الشباب يتعذر بأهله في رفض زواجه بمن يحب بحجة ان الفتاة التي أحبها دون المستوى أو 'مو بنت عيلة' حيث ان بعض الأهل مازالوا يختارون لأولادهم شريكة حياتهم.
شباب مرفه
بينما رأى شوقي عبدالمنعم ان الشباب يختلفون من بيئة ومجتمع عن الآخر، في نظرتهم الى الحب واقترانهم بمن يحبون، معتبرا ان الشباب في بعض الدول الفقيرة تحول العقبات المادية بينهم وبين الارتباط لعدم قدرتهم على فتح بيت وإعالة أسرة، وهذا قد يقف عائقا أمام الزواج برمته، بينما في الدول الغنية قد نجد العكس حيث ان الرخاء المادي هو السبب الذي يحول ايضا دون الزواج، فهو يتعرف على الفتيات بهدف الترفيه والتسلية، وليس الحب وبناء الأسرة.